النُّخْبَةُ السودانية: المزاج الصَّفْوي والصِّرَاع العقيم بقلم عبدالله الفكي بشير

July 22, 2012 at 1:05 pm | Posted in Collage, Education paradigms, Integration, Well-being | Leave a comment
Tags: , , ,

مقالات منشوره ، تعرفت عليها حاليا و أعجبت بمحتواها سردا وتشخيصا وحلولا ، ،فالشكر و التقدير للسيد  عبدالله   الفكي بشير

لقد كان القرن العشرين في السودان قرن التعليم الحديث، وقرن التحرر الوطني من المستعمر البريطاني/ المصري، ونيل الاستقلال الذي تحقق عبر التطور الدستوري عام 1956م بخروج المستعمر. وبدأ فيه الحكم الوطني، وتبعته الصراعات حول نُظم الحكم، وحقوق الثقافات، وخُتم بإتساع رقعة الصراعات المسلحة، وارتفاع الأصوات بالعدل الثقافي والحرية الدينية. وعندما هل القرن الحادي والعشرين، وهو قرن الجرد والنقد، انتظمت البلاد حالة نقدية شاملة، لا أحسب أن انجازات الماضي تستطيع أن تتماسك أمامها. فهي حالة صحية وحتمية، وإن كانت قد تأخرت، وجاءت بعد ركود دام زمناً طويلاً، إلا أنها تهدف إلى إجراء مراجعات شاملة للمسار السياسي، وإعادة النظر في الحقوق وانجازات الماضي. فالوعي بالذاتية قد تنامي وشمل كل أنحاء السودان، في الجنوب ودارفور، وديار البجة وجبال النوبة وفي الشمال نفسه. لقد انتظمت البلاد حالة نقد واسعة لكل تاريخ السودان ومساره السياسي، وستتسع أكثر فأكثر. بدأ القرن الحادي والعشرين بطرح قوي للأسئلة المؤجلة حول القضايا المدمدمة: حول المرتكز الحضاري للسودان (الهوية)، وحقوق المشاركة العادلة لمختلف الثقافات وابنائها في الحكم، وضرورة حكم السودان على أسس التنوع الثقافي. إنه قرن التحدي، والجرد، لذا فهو يحتاج أكثر من أي وقت مضى للقادة السوامق، والحكماء النوابغ، الذين يرتبطون بالمستقبل أكثر من ارتباطهم الماضي، ويعملون بالحكمة لا بالغلظة والفظاظة والعجلة والتعجل، يسيرون على هدي إرادة أهل السودان لا بما يريدون هم. إنها اللحظة التي يجب أن يتوافق الناس فيها على برنامج قومي وثوابت وطنية، ويرتفع فيها القادة والناس من المصالح الحزبية إلى المصالح الوطنية. حتى الآن لا يستطيع أحد التنبؤ بما سيسفر عنه مستهل العقد القادم، والعقود التالية. فقط علينا الانتظار والتأمل، لقد انقضى الوقت الذي يجب فيه العمل لتصحيح المسار، فقط يبقى الرهان على مفاجآت أرض السودان العبقرية، فهي دوماً تقدم لنا المفاجآت والمفارقات، وظللنا نقدم لها عاهاتنا السياسية وبوارنا

“”الأخلاقي.


Entries and comments feeds.